يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 26 أغسطس 2013

رسالة إلى زوجة .. الحلول الذكية لمشاكل الزوجية


رسالة إلى كل زوجة تشتكى من زوجها

لاشك أننا فى هذه الآونة الأخيرة نسمع كثيرا من الزوجات يشتكين من إهمال أزاوجهن لهن ويُعانين من قلة حديث أزواجهن وعدم الاسترسال معهن فى الحديث وتبادل الأفكار .. وتشكو الزوجة مراراً من عدم اكتراث زوجها لها وانشغاله عنها وعدم مشاورتها فى كثيرمن شئون حياته بعكس ما كان يحدث أيام الخطوبة وشهر العسل ...

وسرعان ما تُصاب الزوجة بشىء من خيبة الأمل ويعتريها الحزن والهم وتشعر بضيق شديد وقد يتبادر إلى ذهنها أنها أصبحت غيـر مرغوب فيها من قِـبل زوجها وأن شيئأ أخر يشغله عنها وتبدأ الوساوس تجول بخاطرها ....

لكن عزيزتى الزوجة مهلاً .. هلا توقفتِ لبُرهة وأعدتِ شريط حياتك الزوجية قليلاَ للوراء وتفَكَرتِ فى ماهية العلاقة بينكما وكيف كانت وإلى أين آلت ولماذا هكذا صارت ؟؟ ...

أعتقد أنكِ ستجدين سببا ما جعل زوجُكِ يسلُك هذا المسلك....
فكما هو معلوم أن لكل فعل رد فعل مساوي له فى المقدار ومضاد له فى الإتجاه
فقد يقعُ على كاهلـكِ أنتِ جزءا كبيراً من المسئولية وقد تكونى أنتِ السبب 
- دون أن تدرى- فى ذلك.

فهيا بنا أختى الغالية ننظر سويا ونبحث عن أهم الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة ...
حتى يسُهل علينا علاجها ووضع الحلول المناسبة لها حتى تعود العلاقة الزوجية بينكما كما كانت الى سابق عهدها من حُسن التواصل والتشاور والدفء الأسرى :
1) أول خطأ تقع كثير من الزوجات فيه هو ... إساءة تفسير صمت الرجال
ويرجع ذلك إلى عدم فهم المرأة لطبيعة الرجل وخصائصه النفسية وتقلباته المزاجية
ففى أوقات كثيرة يتوقف الرجل فجأة عن الكلام ويُفضل الصمت خصوصا إذا كان
متضايقاً أو يُعانى من ضغوط نفسية أو مشاكل مادية أو إجتماعية أو وظيفية أو غيرها .. ففى معظم هذه الحالات من الضغوط بشتى أنواعها يصبح الرجل كثير النسيان .. منشغل البال .. غير مُتجاوب مع من حوله ... فطبيعة الرجل أنه يُفضل الصمت والإنعزال والإنسحاب من الحياة الإجتماعية عندما يواجه المشاكل وتحيط به الضغوط من كل جانب ... على عكس المرأة تماماً التى غالباً ما تلجأ للتنفيس عن مشاعرها من خلال الحديث عنها لأنها تشعر بأريحية وتجد فى ذلك تنفيسا عما يدور بداخلها.

الفائدة: إذاً الزوجة الذكية الفَطِنة هى التى تضع فى الحسبان هذه الفروق النفسية بين
الرجل والمرأة وتفهم طبيعة زوجها .. فمن ثمَّ توفر لزوجها مساحة آمنة من الخلوة والانعزال ولا تُحاول أن تُلح عليه بكثرة الأسئلة وتتجنب ما يثير غضبه
خاصة وإذا كان يعانى من كثرة الضغوطات المادية أو مشاكل إجتماعية أو وظيفية.

2) أحيانا قد يفضل الزوج أن يجلس وحيدا على أن يُجالس زوجته 
وذلك فى حال كانت الزوجة كثيرة الطلبات كثيرة التشكى من كل شىء كثيرة التدخل فى شئون الأخرينوبعض الزوجات لا يحلو لهن الحديث عن المشاكل إلا مع دخول أزاجهن البيت وقبل أن يرتاح من عناء الطريق ومن مشقة العمل تقابله بالشكاوى مباشرة .......

نصيحة لكل زوجة .. أحسنى استقبال زوجك لحظة دخوله البيت بالإبتسامة الجميلة والكلمات الرقراقة ويكأنكِ لم تريه منذ سنين أشعريه باهتمامك .. أسمعيه كلمات عذبة .. كونى ذكية فى تعاملك معه .. لماذا تبخل بعض الزوجات على أزواجهن بكلمات مثل: وحشتنى .. بحبك .. البيت مالوش طعم من غيرك .. حمدا لله على سلامتك يا أجمل زوج ...وغيرها من الكلمات التى لها مفعول السحر عند الرجال ..
وإن كان هناك أى مشكلة أو شكوى ما فكونى ذكية فى اختيار الزمان والمكان والطريقة الأنسب لطرح مثل هذه الأمور ..
 فإنكِ إن فعلتِ ذلك تجنبتِ كثيرا من المشاكل التى تقوم لأتفه الأسباب.

3) سبب أخر قد يُحدث الشقاق وعدم الإتفاق هو عدم فهم الزوجة لزوجها وانعدام معرفتها لأمور كثيرة تخصه 
فمن أهم المفاتيح التى تتمكن بها المرأة من الوصول إلى قلب الرجل ... هو معرفة اهتمامته وميوله .. ولاعيب أن تسألى زوجك فى بداية الطريق ما الذى يحب وما يكره وما الذى يهتم به وما الذى لايعبأ له
حاولى أن تشاركى زوجكِ ميوله واهتمامته .. اقرأى كتاب معين يحب قراءته لتناقشيه فيه .. اصنعى له أكلة شهية تعرفين أنه يحبها .. 
شاهدى معه برنامج يتابعه وناقشيه فيه ... إلخ.

فائدة: حاولى أن تتجنبى ما يكره وشاركيه ما يحب. 
4) بعض الزوجات لا يعطين الفرصة لأزواجهن ليُفصحوا عما بداخلهم من مشاعر وأحاسيس 
هيأى الجو لزوجكِ واعطيه الفرصة ليظهر مشاعره بكل حرية .. لا تقاطعيه .. حاولى أن تسمعيه جيدا ..لابد أن يكون لديكِ مهارات استماع .. ركزى فى كلماته .. اشعرى بعباراتهِ .. بادليه الكلمات اللطيفة

فائدة: الله عزوجل خلق لكِ أذنين وفما واحداً; لتسمعى أكثر مما تتحدثى.
5) إيــاكِ ثُم إيــاكِ أن تُفشى سره أو أن تنقلى ما يحدث بينكما لصديقاتك وأهلك وجيرانك
  أكثر شىء يجعل زوجكِ يفقد ثقته فيـكِ هو إفشاء الأسرار والحديث عن المشاكل لكل جارة وجار ...   فاحرصى على إخفاء عيوبه وأظهرى محاسنه .. احترميه واشكرى فضله وحاولى أن تتجاوزى عن الأخطاء اليسيرة.
فائدة : قال النبي صلى الله عليه وسلم:  "إن من أشر الناس عند الله ‏منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها". رواه مسلم.

6) بعض الزوجات لا يُفسحن المجال أمام أزواجهن للحديث عن بعض المواضيع الجانبية خصوصا وإذا كانت تثير غضبهن .. اتركى زوجكِ يتحدث عما بداخله ويعبر عما يختلج صدره تجاهك سواء كان بالسلب أو بالإيجاب .. استقبلى كلامه بصدر رحب .. اجعلى من انتقاده لبعض تصرفاتك حافزا لكِ لتغيير نفسكِ وتطوير ذاتك إلى الأفضل ولا تهملى نصائحه.
فائدة: اهتمامك بنصائح زوجكِ وتوجيهاته وتطبيقك لها يشعره بالحب تجاهك.

7) عدم التوفيق بين دورك كأم مُربية أو عاملة وبين دورك كزوجة من الأسباب التى تُنفر زوجك وتجعله يشعر بعدم اكتراثك له .. نعم أعلم أن كثير من الزوجات يُعانين من كثرة المسئوليات والأعباء المُلقاة على أعتاقهن وقد يتسببن دون أن يشعرن فى ابتعاد أزواجهن عنهن ...
لكن الزوجة الذكية هى التى ترتب أولوياتها وتعرف كيف تنظم حياتها وتفهم طبيعة مهامها بحيث تعطى
كل ذى حق حقه من الرعاية والإهتمام دون إفراط أو تفريط..

نصيحة : خصصى فى كل يوم وقت يسير للإنفراد بزوجكِ .. حاولى أن تحافظى على التواصل العاطفى ودفء
المشاعر والود المتيادل بينكما فهذا الأمر كفيل بأن يُضفى على العلاقة الزوجية مزيداَ من الحب والتفاهم والإنسجام ويعزز من أواصر التواصل ويبنى جسر قوى من المحبة والود بينكما.

وأحب أن أوجه نصيحة لكل زوج:
كما أن على الزوجة واجبات فهى أيضا لها حقوق وليس معنى أننى تكلمت عن الأشياء التى قد تقع فيها الزوجة وتكون سببا فى تنغيص الحياة الزوجية  ..
 أننى أعفى الزوج من المسئولية فالرجل أيضاً لابد وأن يُحافظ على زوجته وأن يُراعى الله فيها وفى أبنائه ويهتم بتهيئة جو من الإيمان والحب والود بين كل أفراد الأسرة ..يحترم زوجته ولا يوبخها أمام أى أحد .. إن أخطأ يعتذر لزوجته ..
يستمع لها يقترب منها .. لا يجعل عمله يشغله عنها وعن أولاده .. يحاول بقدر الإمكان أن يُعطها قدرا يسيرا من الترفيه خارج المنزل ..يلاطف زوجته ويُداعبها يشاركها وجدانيا وعاطفيا .. لا يبخل عليها بكلمات الحب والغزل .. كن لزوجتك كما تحب أن تكونَ هي لك في كل ميادين الحياة  فإنها تحب منك كما تحب منها .

وفى الختام .. 
عندما تُحــسن الإختيار فى بداية زواجك وتتخير الزوجة الصالحة صاحبة الخلق والدين .... 
 وأنتِ أيضاً عندما تتخيرين صاحب الدين والخُلق المستمسك بدينه ..
وعندما ينشأ الأبناء فى بيت كله طاعة وعبادة وحُسن أخلاق وتربية قويمة ...
ساعتها ستندُر أو تكاد تنعدم المشاكل فى البيت وساعتها سنعيش فى مجتمع أقرب إلى المثالية ....

كتبه : عبدالله صبرى عزام
كيميائى مصرى
مدير تحرير المدونة

1 التعليقات: