يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 2 سبتمبر 2013

خمس خصال .. قصة وعبرة



بسم الله الرحمن الرحيم

خَمسُ خِصَال

أتى رجل العبد الصالح والإمام العالم " إبراهيم بن أدهم " رحمه الله وقال له:
يا أبا إسحاق إنى رجل قد أسرف على نفسه فى الذنوب والمعاصى واقترفت يده كثيرا من الآثام والأوزار فهلَّا عرضَّت علىَّ ما يكون زاجراً لنفسى الأمارة بالسوء وهادياً لقلبى إلى سبيل الرشاد ؟!!

فقال "إبراهيم" رحمه الله : خمس خصال ..
إن قبلتهن منى وقدرت عَلَيهِنَّ لم تضرك معصية قط  ولم توبقك لذة ...
فقال الرجل: هاتِ ما عندك يا أبا إسحاق جزاك الله عنى خيرا.

قال : أما الأولى : فإن أردت أن تعصيه  .. فلا تأكل من رزقه.
فقال الرجل: فمن أين آكل إذاً وكل ما فى الأرض رزقه ؟!!
فقال إبراهيم : أفيَحسُنُ أن تأكل من رزق الله ثم تبارزه بالمعاصى ؟
قال: لا ... هاتِ الثانية.

قال " إبراهيم ": يا هذا .. إن أردت أن تعصيه فلا تَسكُن فى شىءٍ من بلاده !!
فقال الرجل: هذه أعظم من الأولى ..
 يا أبا إسحاق: بالله عليك .. إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له تعالى ..
 فأين أسكن ؟!!
قال: يا هذا .. أفيَحسُنُ أن تأكل من رزقه وتسكُن فى بلادهِ ثم تعصِيَهُ؟
قال الرجل: لا ... هاتِ الثالثة.

قال " إبراهيم ": إن أردت أن تَعصِيَهُ وأنت تأكل من رزقَهُ وتسكُنُ فى بلاده... فانظر موضعاً لا يراك فيه مُبارِزاً له فاعصه فيه !!
فقال الرجل: يا إمام !! كيف هذا وهو مُطلعٌ على ما فى السرائر والضمائر !!..
قال إبراهيم: ياهذا .. أفَيَحسُنُ أن تأكُلَ من رزقِهِ وتَسكُنُ فى بلاده ثُمَّ تعصيه وهو يراك مُطلع عليك ويرى ما تُجاهره به من المعاصى والذنوب ؟!!
قال الرجل: لا .. هاتِ الرابعة.

قال " إبراهيم " : إذا جاءكَ ملكُ الموتِ لِيَقبِضَ روحك .. فقل له : أخِرنِى بعض الوقت حتى أتوبَ توبة نصوحاً وأعمل لله عملاً صالحاً ..
فقال الرجل: لن يقبلَ منى ولن يؤخرنى !!..
فقال إبراهيم : يا هذا .. فأنتَ لم تَقدِر أن تدفع عنكَ الموتَ لتتوب وتعلم أنه إذا جاء لم يَكُن له تأخير فقل لى كيف ترجو وجه الخلاص؟!!
قال الرجل: صدقت .. هاتِ الخامسة.

قال "إبراهيم" : إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذوكَ إلى النارِ فلا تذهب معهم ..
قال الرجل: وكيف ذلك ؟!! .. إنهم لن يدعونى ولن يقبلوا منى ذلك.
فقال إبراهيم : فكيف تَرجو النجاةَ إذن؟
فقال الرجل : يا إبراهيم .. حسبى حسبى .. أستغفر الله من جميع ذنوبى وأتوب إليه
اللهم إنى أشهدك أنى تُبت إليك واستغفرك من كل ذنوبى وآثامى فاقبل توبتى واعف عنى وتقبل منى.

ومن يومها تاب الرجل ولزمَ الإمام إبراهيم ابن أدهم وشاركه فى العبادة واجتهد فى الطاعة واستمرعلى حاله تلك حتى فرق بينهما الموت.

0 التعليقات:

إرسال تعليق