بسم الله الرحمن الرحيم
قصة انتحار .. هى الأغرب فى التاريخ
عندما يقرأ البعض هذه القصة قد
يبادر إلى ذهنه أنها شيئا من وحى الخيال وأنها لا تمت للواقع بصلة وأن أحداثها قد
تصلح لسيناريو من سناريوهات أفلام هوليود إذ أن أحداثها تأخذ بعقل كل من يقرأها لما فيها من إثارة
وتشويق يفوقان أفضل قصص الخيال العلمى ...
أحداث هذه القصة الغريبة والمشوقة
كانت موضوع خطبة ألقاها رئيس
" جمعية علماء التشريح فى
جرائم القتل" بالولايات المتحدة الأمريكية ...
وقد كانت هذه الواقعة بأحداثها الغريبة مثار دهشة لدى
كل المستمعين فى هذا الحفل مع أنه من المفترض أنهم رأوا وسمعوا الكثير .. أدهش
الجميع بما سمع ليس بسبب المصادفات التى يعجب لها كل من سمعها وحسب بل ولما احتوته
من تعيدات قانونية أيضاً ... فهى قصة جريمة قتل غير مسبوقة ومن
الصعب تكرارها مرة أخرى .. لأنها
من أعجب وأغرب ما يكون.
فى الثالث والعشرين من مارس 1994 أوضح
التقرير الخاص بتشريح جثة رونالد أوبوس أنه قد فارق الحياة إثر طلق نارى
فى الرأس وذلك بعد قفزه من سطح بناية مُكونة من عشر طوابق فى محاولة منه للانتحار
تاركاً خلفه رسالة مُسجلاً فيها كلمات مفادها أنه قد يأس من حياته ولم يعد يجد جدوى
من بقاءه حيا ولذا فقد قرر الانتحار وفى أثناء سقوطه من سطح الطابق
العاشر إذ به يُصاب برصاصة فى رأسه انطلقت من إحدى نوافذ البناية التى قفز منها ولم
يعلم المُنتحر أو من أطلق النار عليه وجود شبكة أمان بمستوى الطابق الثامن قد وضعها عمال
الصيانة وكان من المُحتمل أن تساهم هذه الشبكة فى إفشال خطة رونالد فى الانتحار ...
ومن
الفحص تبين أن الطلقة التى أصابته خرجت من الطابق التاسع ....
وبالكشف عن هذه الشقة تبين أن
قاطنيها هما زوجين من كبار السن يعيشان فيها منذ عدة سنوات وقد ذاع صيتهما واشتهرا بين
سكان المكان بكثرة الشجار وتعالى الأصوات ...
وقد قُدر وقت وقوع الحادث أن
يتعاركا كعادتيهما حيث كان الزوج يُهدد زوجته بإطلاق الرصاص عليها إن لم تصمت وكان
وقتها فى حالة من الغضب الشديد ونتيجة لثورته وشدة هيجانه ضغط دون أن يدرى على
الزناد فانطلقت الرصاصة من المسدس غير أنها لم تُصب زوجته بل خرجت من النافذة لتصادف
لحظة مرور جسد رونالد أمامها فتستقر فى رأسه وتُرديه قتيلاً !
وكما هو منصوص عليه فى القانون
الأمريكى:
أنX مُدان بجريمة قتل إن هو
قتل G
بدلاً من k
.
وبتطبيق القانون فالرجل العجوز مُدان بجريمة
قتل لأنه قتل رونالد بدلاً من زوجته إذ كان يحاول قتلها فمن ثمَّ هو القاتل حيث أن
شبكة الأمان كان من الممكن أن تنقذ حياة رونالد من محاولة انتحاره !!
وفى أثناء المُحاكمة تمت مواجهة هذا العجوز
بتهمة القتل غير العمد فأجاب العجوز بإصرار : لقد اعتدت الشجار دائما مع زوجتى ولطالما
هددتها بالقتل وفعلت ذلك مِراراً ولم أكن أعتقد أن المسدس به أى قذائف لأنى أفعلها
دون أن أضع اى رصاصة فيه .. وفى هذا اليوم كنت غاضباً إلى حد بعيد من زوجتى فضغطت
على الزناد دون أن أدرى ولم أقصد فعل ذلك وقد حدث ما حدث.
ومن خلال التحقيقات وسماع أقوال
كل الشهود... تبين لاحقاً أن أحد أقرباء الزوجين سبق وأن شاهد ابن العجوز المتهم
بالقتل يقوم بحشو المسدس بالرصاص.
وتبين أيضاً أن زوجة الجانى سبق
وأن قامت بقطع المساعدات المالية عن ابنهما وأن هذا الأخير قام بالتآمر على والديه
حتى يتمكن من التخلص منهما فلجأ الابن إلى حشو المسدس بالرصاص إذ أنه على علم بما دأب
عليه أبوه من تهديد أمه المستمر بالقتل عن طريق ذلك المسدس الفارغ الذى يحتفظ به
دائما ..
فلو حدث ونفذَّ أبوه تهديده مرة واحدة فسيتخلص من أمه وأبيه بضربة أو رصاصة واحدة
.. وحيث أن نية الابن كانت القتل فبالتالى يصبح متورطاً فى الجريمة حتى لو لم يكن
هو الذى ضغط على الزناد أو استخدم أداة القتل!!
ومن هنا انقلبت أوراق القضية
رأساً على عقب وتحولت تهمة القتل من الأب إلى الابن ليصبح الابن هو الجانى والمتهم
بقتل رونالد أوبوس بسبب حشوه مسدس أبيه بالرصاص.
غير أنه مع استمرار البحث فى
القضية ظهرت مفاجأة أخرى لا تُصدق ....
فالابن المتهم بالقتل هو نفسه المنتحر أو القتيل رونالد أوبوس
!!!!
فهو الذى وضع الرصاصة فى المسدس
ليقوم والده بقتل والدته ومع تأخر والده فى تنفيذ وعيده ولأن أوضاعه المالية تدهورت
بعد ان قطعت عنه والدته النقود التى كانت تمده بها قرر الانتحار والتخلص من حياته
فقفز من سطح البناية لتصادفه الرصاصة التى أطلقها والده من المسدس الذى سبق أن حشاه هو
بالرصاصة القاتلة التى استقرت فى رأسه ..!!
ومن ثمَّ كان هو القاتل والقتيل
فى ذات الوقت مع أنه لم يطلق الرصاص على نفسه بيد أنَّ القضية اعتبرت انتحاراً وعلى هذا
الأساس أغلق ملف القضية.
وصارت هذه الحادثة هى أغرب قصة
انتحار فى التاريخ ...
عبدالله صبرى عزام
كيميائى مصرى
مدير تحرير المدونة
كيميائى مصرى
مدير تحرير المدونة
0 التعليقات:
إرسال تعليق