يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 30 أغسطس 2013

التغيير يبدأ بك أنت أولا .. امرأة غيرت تاريخ العالم .. قصة حقيقية

امرأة واحدة تكفى لتغيير التاريخ .. قصة حقيقة



يوم لن ينُسى ولن يُمحى من ذاكرة تاريخ أصحاب البشرة السمراء فى الولايات المتحدة الأمريكية بل وفى تاريخ العالم كله ..
 ذلك اليوم الذى ركبت فيه سيدة سمراء اللون الحافلة العمومية للمدينة واختارت لنفسها مِقعداً فى الصفوف الأمامية ... وبينما هى كذلك جالسة فى مقعدها إذ اقترب منها رجل من ذوى البشرة البيضاء متوقعاً منها أن تقوم تلقائياً من مكـانها لتُفسح له المكان !! .. إذ أن القانون الأمريكى كان ينص صراحة على التفرقة العنصرية حيث يُجرم على أصحاب البشرة غير البيضاء الجلوس فى المقاعد الأمامية وينص على جلوسهم فى أخر الحافلة ...

 لكن المرأة السمراء أبت إلا أن تبقى فى مقعدها ورفضت بكل شجاعة وعزيمة وأصرت على البقاء فنهرها هذا الرجل الأبيض ومعه سائق الباص مما أدى إلى استدعاء الشرطة فى نهاية المطاف وأجبروها بالقوة عن التخلى عن حقها ومن ثمَّ تمَّ القبض عليها وتغريمها 14 دولاراً.

وكان هذا الحدث بمثابة الشرارة التى أشعلت البلاد وأطلقت العنان فى كافة أنحاء البلاد للمظاهرات والوقفات والاحتجاجات على التمييز العنصرى .. و كانت الاحتجاجات فى أول الأمر تُطالب بإلغاء التمييز بين المواطنين على أساس اللون في وسائل النقل.

و لم يقف الأمر عند هذا الحد .. حيث أدى اعتقال هذه السيدة إلى بدء 381 يوما من الاضراب عن ركوب الحافلات تبناه وتزعمه وتولى تنظيمه قس يُدعى مارتن لوثر كينج

وكانت هذه هى البداية التى أدت إلى إعادة النظر فى قانون الحريات فى الولايات المتحدة .. إلى أن صدر قانون الحريات المدنية فى عام 1964 والذى حرَمَّ التمييز على أساس العِرق وأن جميع المواطنين سواسية.
 وبعد ذلك بسنوات حصل مارتن لوثر كينج على جائزة نوبل لإنجازاته في مجال الحقوق المدنية.

نعم هذه القصة حقيقية حدثت فى الأول من ديسمبر عام 1956 فى حافلة عمومية فى بلدة مونتجومرى فى الولايات المتحدة الأمريكية ..  البلد الذى كان ولا يزال ينادى كل يوم بالمساواة بين طبقات المجتمع.

وهذه السيدة السمراء التى غيرت تاريخ أمريكا هى
 روزا لويز باركس  Rosa Louise Parks

كانت روزا باركس في الثانية والأربعين وتعمل خياطة عندما أسهمت في صنع تاريخ الولايات المتحدة حيث أنها ولدت فى 4 فبراير 1913 في بلدة توسكغي في آلاباما.


وقد ذكرت باركس في سيرتها الذاتية العديد من مظاهر التمييز العنصري الذي واجهته خلال نشأتها خاصة وأنها قد عاشت في إحدى مناطق الجنوب والذي كان التمييز العنصري فيه أشد من المناطق الأخرى في الولايات المتحدة بموجب قوانين جيم كرو
 فقد كان المجتمعان الأبيض والأسود منفصلين... يحكمهما قوانين تفضل المجتمع الأبيض على غيره حتى من ناحية وسائل النقل فقد كان على الأمريكيين الأفارقة التخلي عن مقاعدهم للبيض .. أما عن وسائل النقل المدرسية، فقد كانت غير متوافرة للأمريكيين السود -بحسب ما ذكرته باركس- وكانت تلك المرات الأولى التي تمكنت من خلالها فهم الاختلاف الذي كان يجري بين هذين المجتمعين.

كذلك فقد كانت جماعة الكو كلوكس كلان تمر بشكل مستمر في الطرقات أمام البيت الذي كانت تعيش فيه وكانت تذكر بأن جدها كان يحرس البيت وبيده بندقية ومشاعر الخوف الذي كان يتملكها عندما كانت هذه الجماعة تمر أمام البيت في الليل.
إلا أن باركس قد صرحت بأن بعضاً من البيض كانوا يعاملونها بلطف واحترام.


فى عام 1996 تمَّ تكريم روزا باركس وتسلّمت الوسام الرئاسى للحرية وبعدها بثلاث سنوات فى عام 1999 نالت أعلى وسام فى الدولة ألا وهو الوسام الذهبى من الكونجرس الأمريكى بل وحتى الحافلة أو الباص كُرمت ووضعت فى متحف هنرى فورد تخليداً لهذه الذكرى الجميلة التى لن ينساها كل من كافح من أجل الحصول على حقه وحريته.
 توفيت زعيمة الحقوق المدنية روزا باركس عن عمر يناهز الثانية والتسعين في
 24 أكتوبر 2005 م ويشير محاميها إلى أنها توفيت أثناء نومها في منزلها بمدينة ديترويت بولاية ميشيغان.

فوائد :

1. لقد أثبتت روزا باركس للعالم كله أن امرأة واحدة تكفى وأنه بإمكانك أن تُحدث تغييرا فى العالم كله لكن ابدأ بنفسك أولا ...

2. كُن أنت التغيير الذى تريد أن تراه فى العالم .. كما قال غاندى

3. لا تستسلم لواقعك ولا تيأس من تغيير فقط كُن صاحب همة وعزيمة وإرادة قوية وأعلن الثورة على نفسك وعلى واقعك وحدد لنفسك هدفا واسعى بكل قوة للوصول إليه ولا تلتفت لمن يحاول أن يثبطك أو يُخذلك وتحلى بالصبر والمثابرة والثبات.

4. عندما تقرأ مثل هذه القصص تذكر عظمة دينك وكيف أن النبى صلى الله عليه وسلم قد أرسى قواعد المساواة والأخوة بين المسلمين بشتى ألوانهم وأجناسهم وطوائفهم ولا فضل لعربى على أعجمى ولا أعجمى على عربى إلا بالتقوى
وكيف ان بلال الحبشى وسلمان الفارسى وصهيب الرومى اجتمعوا جميعا وصاروا أخوة يجمعهم الحب والإخاء فى الله وصار الجميع واحداً .. فديننا الحنيف قد أقرّ قواعد المساواة قبل 1400 عام وليس منذ بضعة سنوات .. 
فالحمد لله على نعمة الإسلام.


مدير تحرير المدونة
عبدالله صبرى عزام

0 التعليقات:

إرسال تعليق