يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 1 سبتمبر 2013

الأدلة العقلية على وجود رب البرية

بسم الله الرحمن الرحيم

الأدلة العقلية على وجود رب البرية


الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد المتفرد بالألوهية والمُستحق لجميع أنواع العبودية دلت جميع المخلوقات على عظمته وأظهر للخلق أجمع دلائل ربوبيته وقدرته
 خلقنا لعبادته وهدانا لمعرفته .. أرسل إلينا رسله وأنزل إلينا كتبه..  فله وحده الخلق والأمر  .. وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله النبى الأُمى الأمين أرسله ربه بالحق المبين ليخرج الناس من الظمات إلى النور الواضح المستبين وبعد:

فالأدلة على وجود الله أكثر من أن تُعد وتُحصى .. فالعباد مفطورون على معرفة الله وتوحيده وإقرارربوبيته وألوهيته .. و من رَحْمَة الله - سبحانه و تعالى - بعباده أَن جعل الأدلة و البراهين على وجوده و ربوبيته فطرية بديهية ظَاهِرَة يُؤمن بهَا ويدركها أقل النَّاس علما  بل إِن أدلة وجوده و ربوبيته سبحانه لوضوحها وظهورها تدفع الإنسان اضطرارا و فطرة إلى الإيمان به سبحانه حتى عوام الناس .

روي أن فخر الدين الرازي كان يمشي في طريق وخلفه تلاميذ له أكثر من مائة أو مائتين  فمروا على عجوز فاستغربته وقالت: من هذا؟
 قالوا: هذا أبو عبد الله الرازي العالم الجليل يحفظ ألف دليل على وجود الله تعالى ..
 قالت العجوز : أفي الله شك و صدق الله إذ يقول
﴿ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾.

و رغم أن الإيمان بوجود الله و ربوبيته أمر معترف به عند شتى الأمم إلا أن شواذ من الناس قد أنكروه لشُبه عندهم أفسدت عليهم ما تدركه الفطر و بداهة العقول فضلا عن الشرائع السماوية .
و الإيمان بالخالق ووجوده يكون فطرياً ضرورياَ في حق من سلمت فطرته و قد يحتاج بعض الناس إلى أدلة على وجوده سبحانه عند تغير فطرهم و ما يحصل من ضلال أو انحراف في هذه الفطرة أمر طارئ على هذه الفطرة السليمة فالإنسان قد تحيط به مؤثرات كثيرة تجعله ينحرف عن المعبود الحق ...
 و البشر جميعا في كل العصور تجدهم يبحثون عن اله يعبدونه و هذا استجابة لنداء مرتكز وموجود في داخلهم وهذا يفسر اتخاذ من لم يصلهم منهج واضح عن الخالق بالهة من كل صنف يعبدونهم

و نظرا لانتشار الإلحاد بسبب قلة العلم و ازدياد الجهل و الرغبة في التحلل و التحرر من قيود العفة و الأدب فى بلادنا العربية بل وصار البعض يُجاهر بذلك ..

 أحببت أن أطرح فى هذا المقال المُختصر بعض الأدلة العقلية التى استدل بها العلماء حين سُئلوا عن الدليل على وجود الله تعالى ولا يتسع المقام لذكر كل الشبهات التى تُثار والرد عليها ولعلى أتحدث عنها فيما بعد إن يسر الله لى ذلك ...

وسأذكر جانبا من الأدلة العقلية التى استدل بها العلماء قى القديم والحديث على وجود الله عزوجل ...


أولاً أقوال العلماء قديما :
* يُذكرعن أبى حنيفة رحمه الله -وكان معروفًا بالذكاء- أنه جاءه ملاحدة يقولون له : أثبت لنا وجود الله ..  
فقال : دعوني أفكر...
ثم قال لهم : إني أفكر في سفينة في البحر مُوَّقَرة فيها أنواع من المتاجر وليس بها أحد يحرسها ولا يسوقها وهي مع ذلك تذهب وتجيء وتسير بنفسها وتخترق الأمواج العظام حتى تخلص منها  وتسير حيث شاءت بنفسها من غير أن يسوقها أحد أرست في ميناء دجلة وعليها حمل فنزل الحمل بدون حمال ...
 وانصرفت السفينة بدون قائد ...  
فقالوا : كيف تقول مثل ذلك الكلام فإن ذلك لا يُعقل ولا يمكن أن نُصدقه ؟
فقال :ويحكم إذا كنتم لا تصدقون بها فكيف تصدقون بهذه الشمس والقمر والنجوم والسماء والأرض وكل هذه الموجودات بما فيها من العالم العلوي والسفلي  وما اشتملت عليه من الأشياء المحكمة ليس لها صانع ؟
أو  أنها وجدت بدون موجد ؟!!
فبُهت القوم ورجعوا إلى الحق .. وأسلموا على يديه .

* وعن الإمام مالك - رحمه الله تعالى - أن الرشيد سأله عن ذلك  ..
فاستدل له باختلاف اللغات والأصوات والنغمات . 

* وعن الشافعي - رحمه الله تعالى - أنه سئل عن وجود الخالق - عز وجل - فقال : 
هذا ورق التوت .. طعمه واحد .. 
تأكله الدود فيخرج منه الإبريسم 
وتأكله النحل .. فيخرج منه العسل ..
وتأكله الشاء والبقر والأنعام .. فتلقيه بعرا وروثا 
وتأكله الظباء  فيخرج منه المسك .. وهو شيء واحد .

* وعن الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - أنه سئل عن ذلك  فقال :
 هاهنا حصن حصين أملس ليس له باب ولا منفذ .. ظاهره كالفضة البيضاء ..
 وباطنه كالذهب الإبريز .. فبينا هو كذلك إذ انصدع جداره ..
 فخرج منه حيوان سميع بصير .. ذو شكل حسن وصوت مليح .
 يعني بذلك البيضة إذا خرج منها الديك . 

* وسُئل أبو نواس عن ذلك فأنشد :
تأمل في رياض الأرض وانظر .. إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات ... بأحداث هي الذهب السبيك  
  على قضب الزبرجد شاهدات ... بأن الله ليس له شريك

* وقال ابن المعتز .. ويروي لأبي العتاهية - رحمهما الله تعالى :

فيا عجبا كيف يُعصى الإله  ...   أم كيف يجحده الجاحد
ولله في كل تحريكة   ..  وفي كل تسكينة شاهد
وفي كل شيء له آية  ...  تدل على أنه واحد
 
* وسُئل بعض الأعراب عن هذا ، وما الدليل على وجود الرب - تعالى - فقال :

 يا سبحان الله .. إن البعر ليدل على البعير .. وإن أثر الأقدام ليدل على المسير.. فسماء ذات أبراج .. وأرض ذات فجاج .. وبحار ذات أمواج ..
ألا يدل ذلك على وجود اللطيف الخبير ؟ .


ثانياً: أقوال العلماء حديثاً:
مما لاشك فيه أن كبار العلماء الباحثين لهم ميزة عن غيرهم حيث أنهم غالبا ما يبحثون فى بواطن الأمور بعقل مُدرك مُتفتح وبنظر ثاقبٍ مُتجرد ..
ومن ثمَّ فلا يستطيع أحد أن يُنكرَ أن شهاداتهم ذات اعتبار كبير فى الأمور التى يُدلون فيها بدلوهم ويُسجلون أفكارهم وآرائهم وسأذكر جزءاً يسيراً من أقوال بعض من

هؤلاء العلماء المشهورين فى قضية الوجود والخلق والربوبية.

* قال عالم الرياضيات مكتشف قانون الجاذبية إسحاق نيوتن: "إنه لا يمكن أن تأتي إلى حيز الوجود مباهج عالم الطبيعة الزاهرة ومنوعاتها هذه بدون إرادة واجب الوجود أعني به الإله القادر قدرة مطلقة السميع البصير المكتمل الذي يسع كل شيء".

* قال هيرشل عالم الفلك الإنجليزي : "كلما اتسع نطاق العلم ازدادت البراهين الدامغة القوية على وجود خالق أزلي لا حد لقدرته ولا نهاية. فالجيولوجيون والفلكيون والرياضيون والطبيعيون قد تعاونوا وتضامنوا على تشييد صرح العلم وهو في الواقع صرح عظمة الله وحده". 

* قال وولتر أوسكار لندبرج عالم الفسيولوجيا و الكيمياء الحيوية الأمريكي:
"أما المشتغلون بالعلوم الذين يرجون الله فلديهم متعة كبرى يحصلون عليها كلما وصلوا إلى كشف جديد في ميدان من الميادين إذ أن كل كشف جديد يدعم إيمانهم بالله ويزيد إدراكهم و أبصارهم لأيادي الله في هذا الكون"

* أما العالم الأمريكي الفسيولجى أندرو كونواى ايفى فقد قال: "إن أحداً لا يستطيع أن يثبت خطأ الفكرة التي تقول إن الله موجود كما إن أحداً لا يستطيع أن يثبت صحة الفكرة التي تقول إن الله غير موجود وقد ينكر منكر وجود الله تعالى ولكنه لا يستطيع أن يؤيد إنكاره بدليل وأحيانا يشك الإنسان في وجود شيء من الأشياء ولابد في هذه الحالة أن يستند شكه إلى أساس فكري ولكنني لم أقرأ ولم أسمع في حياتي دليلا عقليا واحدا على عدم وجوده تعالى وقد قرأت وسمعت في الوقت ذاته أدله كثيرة على وجوده كما لمست بنفسي بعض ما يتركه الإيمان من حلاوة في نفوس المؤمنين وما يخلفه الإلحاد من مرارة في نفوس الملحدين.

هذا قليل من كثير وغيض من فيض وإلا لو أطلقت لقلمى العنان ليكتب عن أدلة وجود الله فلن يتوقف .. فالعقل يُقر بذلك والحس يشهد بذلك والفطرة تُذعن لذلك والشرع هدانا لوجود إله منزه عن كل نقص وعيب وكلامه بين أيدينا يُتلى إلى قيام الساعة
فالحمد لله أن هدانا للإيمان وشرح صدورنا للإسلام ونسأله أن يُحسن خاتمتنا وأن يتقبل منا ويعفو عنا فهو مولانا ونعم النصير.

كتبه : عبدالله صبرى عزام
Facebook: Abdullah Sabry Azzam
Twitter: @AbdullahElmasry
Mobile: (+20) 011 136 360 25


3 التعليقات:

  1. قال تعالى في محكم أياته (في سورة الكهف ) بعد بسم الله الرحمن الرحيم (إنا جعلناماعلى الارض زينة لها وإنا لجعلون ما عليها صعيدا جروزا ) صدق الله العضيم .

    ردحذف
  2. بارك الله في مجهوداتك اخي الكريم وجعل لك من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا

    ردحذف
  3. بارك الله فيك وجعله فى ميزان حسناتك

    ردحذف