طفلة تصنع المعجزة
ذات ليلة من الليالى وفى ظلام
الليل الحالك .....
أسرعت
الطفلة التى لم تبلغ عامها السادس بعد إلى غرفة نومها وأخذت تبحثة بلهفة وفى كل
مكان عن
حصالة نقودها حتى وجدتها فى خزانتها حيث مخبئها السرى الذى تخفى فيه ما تريد عن
أعين الجميع
...
وبعد أن أمسكت بالحصالة أفرغتها مما فيها على الأرض ومن ثمَّ أخذت تَعُدُ
النقود التى جمعتها
خلال أسابيع قليلة مضت ..
ثُمَّ لم تلبث أن بدأت فى عدها ثانية فثالثة ثم همست فى
سرها قائلة: أعتقد
أنها بالتأكيد كافية ولا مجال للخطأ إذاً يُمكننى فِعلُها.....
وبكل
هدوء أرجعت النقود ثانيةَ إلى الحصالة ثم ارتدت ملابسها وتسللت خُفية وخرجت من
الباب الخلفى بعيداً
عن أعين الجميع .....
خرجت
من بيتها تتلفت يُمنة ويُسرة خشية أن يراها أحد مُتجهة إلى الصيدلية التى توجد فى
أخر الشارع الذى
تـسكُن فيه ..
فهى أقرب صيدلية من بيتها.
دخلت
الصيدلية ثم بحثت بلهفة عن الصيدلى فوجدته مشغولاً للغاية لم يلتفت حتى لدخولها
فقالت فى قرارة نفسها : لعله مشغولاً الآن .. سأصبر قليلاً حتى ينتهى من حديثه ...
انتظرت
كثـيراً ثم حاولت لفت نظره .. لكن دون جدوى ..
فما كان منها بعد أن دبًّ اليأس إلى
قلبها إلا أن أخرجت
قطعة نقود معدينة بقيمة ربع دولار من الحصالة ثُمَّ ألقتها فوق زجاج الطاولة التى
يقف خلفها الصيدلى .. عندئذٍ فقط انتبه لهــا وتلفت فإذ به يجد طفلة صغيرة فنظر
إليها نظرة استياء وقال لها
بصوت
يملأه الغضب : ماذا تُريدين أيتها الطفلة ؟؟!!
ألا
ترين أنى أتكلم مع شقيقى فهو قادم لتوهِ من شيكاغو ولم أره منذ زمن طويل .....
فأجابته
بحِدة مُظهِرَةً هى الأخرى انزعاجها من سلوكه تجاهها :
شقيقى الصغير مريض جداً وبحاجة إلى دواء اسمه ..
مُعجزة .. وأريد أن أشترى له هذا الدواء.
أجـابهـا
الصيدلى وعلى وجهه علامات الدهشة : عـفـواً ..
ماذا قُلتِ؟ .. فواصلت كلامها قائلة بكل جدية :
شقيقى الصغير أندرو .. يشكو مِن مُشكلة فى غاية السوء.
ماذا قُلتِ؟ .. فواصلت كلامها قائلة بكل جدية :
شقيقى الصغير أندرو .. يشكو مِن مُشكلة فى غاية السوء.
يقول
والدى: إن هناك ورمـاً فى رأسه .. لا تُنقذه سوى معجزة .. هل فهمتنى ؟؟.. فكم هو
ثمن المُعجزة..
أرجوك..
اتوسل إليك... أفدنى حالاً!!
حينها
تغير الصيدلى تماما وغيرَّ أسلوبه ولهجته تماما ورقَّ لكلامها وأجابها قائلاَ:
أنا آسف يا صغيرتى لا أبيع .. مُعجزة .. فى
صيدلتى !!
أجابته
الطفلة مُلِحّة : من فضلك اسمعنى جيداً .. أنا معى ما يكفى من النقود لشراء الدواء
... فقط أخبرنى كم هو الثمن الذى تُريد ؟؟.
كان
شقيقُ الصيدلى يُتابع جيدا الطفلة ويُصغى إلى الحديث .. فاقترب منها وسألها: ما نوع
.. معجزة ..
التى
يحتاجُها شقيقك أندرو؟
أجابته
الفتاة بعينين مُغرورقتين بالدموع: لا أدرى ولكن كل ما أعرفه أن شقيقى حقيقة مريض
جداً ..
وسمعت أمى تقول أنه بحاجة إلى عملية جراحية
فأجابها أبى مُتحسراً وقال أنه لا يملك النقود التى تغطى
نفقات هذه العملية لأن تكلفتها باهظة الثمن...
فسألها
شقيق الصيدلى مُبديا اهتمامه : أخبرينى كم من النقود لديكِ حبيبتى؟
فأجابته
فَرِحة مزهوة : دولاراً واحداً وأحد عشر سِنتاً ويُمكننى أن أجمع المزيد إذا
احتجت.
أجابها
وتعلو وجهه ابتسامة : هل تمزحين معى ؟!!.. يالها من مُصادفة!! .. دولار وأحد عشر
سنتاً !!!
بالفعل هو المبلغ الذى يُمكنك من خلاله شراء .. معجزة
..
من أجل شقيقك الصغير.
ثم
بادر إليها وتناول المبلغ بيد وباليد الأخرى أخذ بيد الطفلة وطلب منها أن تأخذه
إلى باب منزلها حتى يتمكن
من مقابلة والديها .. وأثناء سيرهما فى الطريق .. قال لها :
أريد رؤية شقيقك
أيضاً.
لن تصدقوا .. لقد كان ذلك الرجل
هو الدكتور كارتُن أرمسترونج .. طبيب وجراًّح الأعصاب المعروف.
وقد قرر أن يقوم الدكتور كارلتن
بإجراء العملية للطفل أندرو مجاناً .. وقُدر أن تكون العملية ناجحة
تعاى بعدها أندرو تماماً ...
بعد مرور بِضعة أيام جلس الوالدان
يتذكران تتابع الأحداث وتسلسلها منذ أن تعرَّفا على الدكتور كارلتون
مروراً بنجاح العملية انتهاءاً
بتعافى أندرو وعودته إلى حالته الطبيعية ... كانا يتبادلان أطراف الحديث
وقد غمرتهما السعادة وقالت
الوالدة فى سياق الحديث: حقاً إنها مُعجزة لا تُصدق ...
ثُم تساءلت: يا تُرى ما تكلفة هذه
العملية ؟؟؟
كانت الطفلة الصغيرة تتابع الحديث
فابتسمت ابتسامة عريضة ملأت وجهها الجميل ....
فهى وحدها تعلم أن معُجزة .. كلَّفت
دولاراً واحداً وأحد عشر سنتاً ....
فائدة: المحن لا تصنع الأشخاص .. بل
تكشف عن قيمهم ومعادنهم الكامنة فى قاع ذواتهم.
عندما يكون حُب الآخرين .. صادقاَ .. نابعاً
من داخل القلب .. عندها ستكون المعجزة ولن تكلف الكثير
لا تستصغر أى شىء ولا تستحقر أى أحد ولا
تفقد الأمل فكن على يقين أن الله يجعل بعد العسر يسرا.
قلب المدونة النابض
قلب المدونة النابض
0 التعليقات:
إرسال تعليق