يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 29 أغسطس 2013

قصة وعبرة ... نقطة تحول فى حياة إنسان

مِن رَحِم الفشل يولد النجاح .. طرده صاحب العمل فأصبج رجل أعمال مشهور



أهلا ومرحبا بكم أحبائى الكرام فى هذه السلسلة " قصة وعبرة " التى تتابعونها على مدونتكم الغالية دنيــا وديــن ... وكما عودناكم نبحث دائما عن كل ما هو مفيد ونستخلص العبر والفوائد من قصص حقيقية لأشخاص تحدوا الصعاب وتغلبوا على الظروف واستطاعوا أن يحققوا نجاحات لازال الجميع يتذكرها ويتعلم منها ...

واليوم سأتحدث معكم عن قصة رجل أعمال أمريكى مشهور تعرض فى حياته لموقف كان كفيلا أن يقضى على مستقبله .. لكنه استطاع أن يجعل هذا الحدث نقطة تحول غيرت مجرى حياته وجعلته من أكبر رجال الأعمال ...

شاب أمريكى يُدعى والاس جونسون بدأ مسيرة حياته العملية بالإلتحقاء بورشة كبيرة
لنشر الأخشاب .. التحق بها هذا الشاب فى مقتبل حياته وقضى فيها أحلى سنوات عمره .. أستغل قوته وشبابه وأظهر كفاءةً ونجاحات فى هذا الورشة حيث كان قويا قادراً على الأعمال الخشنة يعمل بجد يبذل أقصى ما فى وسعه وصار من أفضل العمال فى هذه الورشة.

توالت نجاحات هذا الشاب وصار القاصى والدانى يتعجبون من قدرته الفذة التى جعلت
الجميع يثنى عليه ويمتدحه ويتمنون لو أنهم لديه مثل قدراته العجيبة هذه ...

وكانت اللحظة الفارقة التى غيرت مجرى حياته حين بلغ سن الأربعين حيث كان فى أوج مجده وكمال قوته وصار له شأن يُذكر فى هذه الورشة التى قضى فيها سنوات طويلة من عمره .. فوجىء والاس برئيسه فى العمل يُخبره أنه مطرود من الورشة .. وعليه أن يُغادرها نهائياً بلا عودة دون أن يُبدى أسباباً أو يُعلمه لماذا اتخذ هذا القرار؟ ... هل خاف رئيسه على موقعه وخشى أن يصبح والاس فى موقعه يوما ما ؟!! ..خاصة وأن والاس كان يحظى بحب واحترام وتقدير من الجميع ....

فما كان من والاس إلا أن استجاب لأمر رئيسه ولملم كل أشيائه وحزّمَّ أمتعته وخرج
من الورشة حزينا .. خرج وقد اسودت الدنيا أمام عينيه .. صار بلاهدف .. بلا أمل ..
بدأت الأفكار تدور فى ذهنه .. أخذ يتذكر تلك اللحظات التى قضاها .. أخذ يتحسر على
كل هذه السنوات الطويلة التى قضاها فى ورشة الأخشاب .. هل ضاع كل هذا الجهد ؟؟ هل تبخرت كل أحلامه فى لحظة ؟!! ..
أصابه الإحباط واليأس والضجر .. أحس كما قال وكأن الأرض فى تلك اللحظة قد ابتلعته فغاص فى أعماقها المظلمة الحالكة ....

لقد أغلق فى وجهه باب الرزق الوحيد الذى كان يعتمد عليه ويعول منه أسرته وكانت قمة الإحباط والأسى لديه أنه يعرف أن ما من باب رزق لديه ولا لدى زوجته سوى هذه الورشة ولم يدرى ماذا سيفعل؟؟ وإلى أين سيتجه؟؟ وكيف سيدبر أمره؟؟ ... إلخ.

قرر أن يذهب إلى البيت ويخبر زوجته بما حدث ويُحاول التفكير بهدوء حتى يجد مخرجا من هذا المأزق الذى تعرض له ...
وبالفعل ذهب إلى بيته وأخبر زوجته بكل ما حدث ..
 فقالت له زوجته فى حيرة وحسرة: ماذا سنفعل يا والاس؟
فقال لها بعد لحظات من التفكير: سأرهن البيت الصغير الذى نعيش فيه وسأعمل فى مهنة البناء.
 
ولم يُضيع والاس وقتاً كثيراً وبالفعل قرر بعزم وإصرار أن يتغلب على محنته وأن يقف على قدميه سريعا وقرر مواصلة السير .. وبدأ مشروعه الأول وكان عبارة عن بناء منزلين صغيرين بذل فى بناءهما جهدا جهيداً وبذل كل ما يستطيع بذله من مجهود ووضع خلاصة خبراته فيهما .. وأظهر نجاحا فائقا فى أول بداية له
ومن هنا كانت الإنطلاقة .. ثم توالت المشاريع الصغيرة وكثُرت وأصبح مُتخصصاً فى بناء المنازل الصغيرة ولم يلبث إلا أن اشتُهر أمره وصار معروفا بين أهل ضاحيته وذاع صيته فى كل الأرجاء ...

وبعد مرور خمسة أعوام فقط صار مشهوراً جداً بعد النجاحات المتواصلة والجهد المتتابع وأصبح مليونيراً معروفاً .... 

نعم إنه والاس جونسون الرجل الذى أنشأ وبنى سلسلة فنادق " هوليداى إن " ... وأنشأ عدداً لا يُعد ولا يُحصى من الفنادق وبيوت الاستشفاء حول العالم.

يقول هذا الرجل في مذكراته الشخصية: لو علمت الآن أين يقيم رئيس العمل الذي طردني لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي؛ فَعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمت جداً ولم أفهم لماذا أما الآن فقد فهمت أن الله شاء أن يغلق في وجهي باباً ليفتح أمامي طريقاً أفضل لى ولأسرتى.


فوائد:

قد يفتح الله باب كنت تحسبه ... من شدة اليأسٍ لم يُخلق بمفتاح

لا تظن أبداً أن تعرضك للفشل فى أى موقف فى حياتك هو نهاية لك ..
فقط فكر جيداً وتعامل مع معطيات حياتك .. وابدأ من جديد بعد كل موقف
فالحياة لا تستحق أن نموت حزناً عليها لأنه باستطاعتنا أن نكون أفضل
بوجود العزيمة والإصرار.

قال تعالى : وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا
وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون.


عبدالله صبرى عزام

2 التعليقات:

  1. ومن يتق الله يجعل له مخرجااا سبحانك يارب

    ردحذف
  2. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    ردحذف