بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى زوج .. كيف تعامل زوجتك
نماذج مصورة من واقع تعامل النبى صلى الله عليه وسلم مع زوجاته
أهلا ومرحبا بكم أحبابى وأصدقائى الكرام .. أحبكم فى الله .. وأسعد دوما باللقاء بكم
والتواصل معكم وكما عودتكم على صفحات هذه المدونة المتواضعة أطرح كل القضايا
أخوض فى كل المشاكل أحاول إيجاد الحلول لكل ما ينغص علينا حياتنا ..
ونتعاون سويا لوضع رؤية نموذجية لما نحب أن نرى عليه مجتمعنا وبلادنا العربية.
واليوم أحببت أن أتكلم فى قضية لطالما أرقتنى وآلمتنى كثيراً حين أشاهد بعينى أو أقرأ أو أسمع عن زوج يضرب زوجته أو زوج يتلفظ بألفاظ خارجة ويهين زوجته أمام أولادهما بل وفى بعض الأحيان فى الأماكن العامة ويتعامل معها بغلظة وقسوة ولعل الجميع قد أثار حفيظته الأرقام والإحصائيات التى تسجل وقائع العنف الأسرى والزيجات التى لا يتعدى عمرها بضعة أشهر لتنتهى بالطلاق والتفكك وقد زادت معدلات الطلاق فى مصر وفى معظم بلادنا العربية وهذا أمر مؤسف أن يصير حالنا هكذا.
فقلت لعلى أوجه رسالة إلى كل زوج كما سبق ووجهت رسالة إلى كل زوجة كيف تتعامل مع زوجها .. وأتيت بصور ونماذج من قدوتنا ومعلمنا وحبيب قلوبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكيف كان يُعامل زوجاته وكيف ضرب أروع الأمثلة فى حسن الخلق واللين والتواضع والرفق لعلنا نستفيد من هذه الأمثلة الرائعة.
بداية يجب أن يعلم كل رجل
أن المرأة بطبعها رقيقة حنونة .. تحب
الكلمة الحانية والمشاعر الفياضة
تحب أن ترى من زوجها تقديرا لها ..
حُسن معاملة .. رقة فى التعامل
رُقى فى الأخلاق .. لين جانب ..
يحتويها .. يقترب منها .. يكون كالدرع الواقى لها ..
لكن للأسف الكثير من الأزواج يظن أن الرجولة تعنى
الصوت العالى ..
الغلظة فى التعامل .. التعنيف
والألفاظ الجارحة بل والتعدى بالضرب أحيانا ..
وأعتقد أن من يصل به الأمر إلى ضرب
زوجته ضربا مبرحا ..
وإحداث بعض العاهات لها فى كثير من الأحيان ..
لا يُطلق عليه إنسان بل هو شىء أخر .. لأن الرجولة لم تكن يوما فى الغلظة
أو القسوة أو سوء الأب مع الزوجات .. ولنا فى رسول الله أسوة حسنة ..
لنرى كيف كان يعامل زوجاته .. وكيف كان زوجاً مثالياً صلى الله عليه وسلم.
تعامل الرسول مع زوجاته
سَمَتْ معاملات رسول الله صلى الله عليه وسلم سموًّا لا يدانيه أَحد؛ فكان النموذج والمثل
في تعاملاته مع زوجاته وأولاده وأحفاده، كما كانت معاملاته مع أصحابه مضرب
الأمثال؛ فكان يخاطب كل صحابي بلغة تصل إلى قلبه قبل عقله وذهنه؛ لذلك
أحبَّ
الصحابةُ النبي صلى الله عليه وسلم حبًّا ملك عليهم أفئدتهم.
وكذلك كانت تعاملاته صلى الله عليه
وسلم مع جنوده؛ فكان معلِّمًا ومربيًّا غرس في نفوسهم وعقولهم المبادئ السامية التي تَفُوق كل المبادئ التي عرفتها الإنسانيَّة؛ فكانت معاملاته
دليلاً
على نبوَّته صلى الله عليه
وسلم.
وقد شاء الله أن يخلق الإنسان من
ذَكَرٍ وأنثى، وأن تكون إحدى سُنَنِه وآياته التزاوجَ بين هذين الجنسين، فقد قال
تعالى: وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ
لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.
فالسكينة والرحمة والمودَّة من أعظم آيات الله في الزواج.
فالسكينة والرحمة والمودَّة من أعظم آيات الله في الزواج.
وكانت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم الزوجيَّة تطبيقًا لهذه المعاني القرآنيَّة؛ لذلك
نجده صلى الله عليه وسلم يُكثر من وصية أصحابه بالمرأة، ويحثُّ الأزواج أن
يعاملوا أزواجهم معاملة حسنة مستمدَّة من آية الزواج القائمة على
المودَّة والرحمة، فيقول رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي"
صور من علاقة رسول الله بزوجاته
ضرب النبى صلى الله عليه وسلم أمثلة
وصورًا رائعة من خلال عَلاقته مع زوجه؛ فتجده أوَّل مَنْ يواسيها، يُكَفْكف دموعها، يُقَدِّر مشاعرها، لا يهزأ بكلماتها، يسمع شكواها، ويخفِّف أحزانها؛ فكان مثالاً يُحتذى، وقدوة حسنة يستفيد منها البيت
المسلم
على مرِّ القرون والأزمان ..
فعن أنس أنه قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي.. فبكت
فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي ..
فقال لها: "مَا
يُبْكِيكِ؟"
فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي.
فقال النبي صلى الله عليه
وسلم:
"إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ
لَتَحْتَ
نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟"
ثم قال: "اتَّقِي اللهَ يَا
حَفْصَةُ".
كزوج داخل بيته ..
فقد كان صلى الله عليه وسلم "يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيُرَقِّعُ ثَوْبَهُ."
فكان
تعامله مع زوجاته من منطلق الرحمة والحب، كما أنه تعامل أيضًا من منطلق أنه بشر مثل باقي البشر الأسوياء،
الذين لا يَرَوْنَ غضاضة في مساعدة أزواجهم .
ومن
عظيم محبَّته لهن -رضي الله عنهن- أنه صلى الله عليه وسلم كان يشاركهن المأكل والمشرب من نفس الإناء ..
فعن
عائشة –رضي الله عنها- أنها قالت:
"كُنْتُ أَشْرَبُ فَأُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ..
فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ,
وَأَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فيَّ".
وكان
يخرج معهن للتنزُّه لزيادة أواصر المحبَّة .. فيروي البخاري:
"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ
بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ ".
وكان
كثيرًا ما يمتدح زوجاته، فها هو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتدح عائشة -رضي
الله عنها- قائلاً:
"إِنَّ فَضْلَ
عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِعَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ".
كما
تجلَّت رحمته ورأفته صلى الله عليه
وسلم على زوجاته
حينما دخل على زينب بنت جحش
-رضي الله عنها- فوجد حبلاً ممدودًا بين الساريتين، فقال:
"مَا هَذَا الْحَبْلُ؟".
قالوا: هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلَّقت.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا، حُلُّوهُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا فَتَرَ
فَلْيَقْعُدْ
كما
كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقابل غَيرة زوجاته مقابلة فيها كثير من الحلم والأناة، وإعطاء كل زوجة حقَّها من التقدير والاحترام، فها هي ذي
عائشة -رضي الله عنها- تغار من كثرة ذكر الرسول لخديجة -رضي الله عنها- وشدَّة
حُبِّه لها،
رغم وفاتها قبل أن يتزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة، فتقول –رضي
الله عنها- في ذلك: ما غِرْتُ على أحد من نساء النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خديجة
قطُّ، وما رأيتُها قطُّ، ولكن كان يُكثر ذِكرها، وربما ذبح الشاة، ثم يُقَطِّعها أعضاءَ،
ثم يَبْعَثُها في صدائق خديجة وربما
قلتُ له:
كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلاَّ خديجة.
فيقول: إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ.
ورغم
ما كان يجد النبي صلى الله عليه
وسلم في بعض الأوقات من نسائه ..
"مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةً لَهُ قَطُّ "
بل كان يواسيها عند بكائها لأي سبب من الأسباب ..
فيُروى:أن صفية -رضي الله عنها- خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأبطأت في
المسير, فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي
وتقول: حملتني على بعير بطيء ..
فجعل رسول
الله يمسح بيديه عينيها ويسكِّتها.
كما
أشرك النبي صلى الله عليه
وسلم زوجاته في مواقف عظيمة كثيرة، وأحداث تهمُّ الأُمَّة بأجمعها، ففي يوم الحديبية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن ينحروا
الهدي ثم يحلقوا، فلم يفعل ذلك منهم أَحد ..
وردَّد ذلك صلى الله عليه وسلم ثلاث مرَّات دون أن
يستجيب أَحد إلى أمره ..
ولمَّا لم يستجب أَحد إلى أمره ..
فذكر لها ما لقي من الناس ..
فقالت: يا
نبي الله، أتحبُّ ذلك، اخرج لا
تكلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنك،
وتدعو حالقك فيحلقك.
فخرج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ نحر بُدنه، ودعا
حالقه فحلقه، فلمَّا رأَوْا
ذلك، قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا حتى كاد بعضهم يقتل غمًّا، ورغم خطورة هذا الموقف إلاَّ
أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم استحسن رأي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، فكان خيرًا وبركة على
الأُمَّة كلها .
والناظر
إلى سيرته صلى الله عليه
وسلم يجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُقَدِّر أزواجه حقَّ التقدير، ويُولِيهم عناية
فائقة ومحبَّة لائقة، فكان
نِعْمَ الزوج صلى الله عليه
وسلم.
لمن يريد التواصل معى وأرحب بأى استفسار أو تساؤل أو اقتراح
كتبه : عبدالله صبرى عزام
Facebook: Abdullah Sabry Azzam
Twitter: @AbdullahElmasry
Mobile: (+20) 011 136 360 25
Facebook: Abdullah Sabry Azzam
Twitter: @AbdullahElmasry
Mobile: (+20) 011 136 360 25